محمد السيد الادارة
عدد الرسائل : 484 نقاط : 30168
| موضوع: معنى عليهم لغتان الأحد نوفمبر 29, 2009 4:29 pm | |
| فأما من رفع الهاء فإنه يقول : أصلها رفعٌ في نصبها وخفضها ورفعها ، فأما الرفع فقولهم : " هُم قالوا ذاك " ، في الابتداء ، ألا ترى أنها مرفوعة لا يجوز فتحها ولا كسرها.
والنصب في قولك : " ضربهم " مرفوعة لا يجوز فتحها ولا كسرها ، فتركت في " عليهم " على جهتها الأولى.
وأما من قال : " عليهم " فإنه استثقل الضمة في الهاء وقبلها ياء ساكنة ، فقال : " عليهم " لكثرة دور المكنى في الكلام.
وكذلك يفعلون بها إذا اتصلت بحرف مكسور مثل " بهم " و " بهم " ، يجوز فيه الوجهان مع الكسرة والياء الساكنة.
ولا تبال أن تكون الياء مفتوحا ما قبلها أو مكسورا ، فإذا انفتح ما قبل الياء فصارت ألفًا في اللفظ لم يُجْز في " هم " إلا الرفع ، مثل قوله تبارك وتعالى : وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ سورة يونس آية 30 ولا يجوز : " مولاهم الحق " وقوله : فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ سورة الأنعام آية 90 لا يجوز : " فبهداهم اقتده ".
ومثله مما قالوا فيه بالوجهين إذا وليته ياء ساكنة أو كسرة ، قوله : وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سورة الزخرف آية 4 و حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا سورة القصص آية 59 يجوز رفع الألف من " أم " و " أمها " وكسرها في الحرفين جميعا لمكان الياء.
والكسرة مثل قوله تبارك وتعالى : فَلأُمِّهِ السُّدُسُ سورة النساء آية 11 ، وقول من رَوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أُوصى امْرَأً بأمه " فمن رفع قال : الرفع هو الأصل في الأمّ والأمهات.
ومن كسر قال : هي كثيرة المجرى في الكلام ، فاستثقل ضَمَّةَ قبلها ياء ساكنة أو كسرة.
وإنما يجوز كسر ألف " أم " إذا وليها كسرة أو ياء ، فإذا انفتح ما قبلها فقلت : فلان عند أمه ، لم يجز أن تقول : عند إِمه ، وكذلك إذا كان ما قبلها مضموما لم يجز كسرها ، فتقول : أتبعت أمه ، ولا يجوز الكسر.
وكذلك إذا كان ما قبلها حرفا مجزوما لم يكن في الأم إلا ضم الألف ، كقولك : من أمه ، وعن أمه.
ألا ترى أنك تقول : عنهم ومنهم واضربهم.
ولا تقول : عنهم ولا منهم ، ولا اضربهم.
فكل موضع حسن فيه كسر الهاء مثل قولهم : فيهم وأشباهها ، جاز فيه كسر الألف من " أم " وهي قياسها.
ولا يجوز أن تقول كتب إلى إِمه ولا على إِمه ، لأن الذي قبلها ألف في اللفظ وإنما هي ياء في الكتاب : " إلى " و " على ".
وكذلك : قد طالت يدا أُمه بالخير.
ولا يجوز أن تقول : يد إِمه.
فإن قلت : جلس بين يدي أمِّه ، جاز كسرها وضمها ، لأن الذي قبلها ياء.
ومن ذلك أن تقول : هم ضاربوا أُمّهاتهم ، برفع الألف لا يكون غيره.
وتقول : ما هم بضاربي أمهاتهم وإمهاتهم ، يجوز الوجهان جميعا لمكان الياء.
ولا تُبال أن يكون ما قبل ألف " أم " موصولا بها أو منقطعا منها ، الوجهان يجوزان فيه ، تقول : هذه أم زيد وإِمُّ زيد.
وإذا ابتدأتها لم تكن إلا مرفوعة ، كما كانت " هُم " لا تكون إلا مرفوعة في الابتداء ، فأما " هم " فلا تكسر إلا مع حرف يتصل بها لا يفرق بينه وبينها مثل " بهم ".
| |
|