قال الناشط السياسى وائل غنيم إن هناك علامات إيجابية بعد نتيجة انتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أن الثورة تنتصر لأن الشعب اختار التغيير منذ الجولة الأولى، وبرغم كل الحملات الإعلامية والتخويف من المجهول والأكاذيب المضللة التى ساقتها وسائل الإعلام طوال سنة ونصف من الثورة، وبالرغم من محاولة إنعاش إمبراطورية النظام القديم مرة أخرى برؤوس أمواله ورجالاته وأجهزته إلا أن الشعب فى النهاية كان أكثر وعيا فى اختياره لمن يحكم مصر.
وأضاف غنيم أن الثورة تنتصر لأن إرادة الناخب المصرى هى التى حددت رئيس مصر لأول مرة فى تاريخها، ومشاركة الشعب هى التى فرضت نزاهة العملية الانتخابية.و لأن رئيس مصر الجديد لم يحصل كما اعتدنا منذ أن وُلدنا على 90% من أصوات الناخبين بل حصل ولأول مرة على تأييد ما يزيد قليلا عن نصف من ذهب للانتخابات ولذلك سيعى هذا الرئيس جيدا أن مخاطبة من لم ينتخبه قبل من انتخبه سيكون أولوية من أولوياته، وأن أى خطاب إقصائى يقصر مصر فى حزب أو جماعة أو تيار لن يأتى عليه سوى بخسارته لقواعده التى انتخبته قبل التى لم تنتخبه.
وأكد غنيم على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك " أن الثورة تنتصر لأن جماعة الإخوان المسلمين وجدت نفسها ولأول مرة منذ 11 فبراير فى حاجة للملايين من الثوار الذين أهملت التواصل معهم فى السابق. واتضح جليا للجماعة وقياداتها أن أى ممارسات إقصائية فى المستقبل لن تسبب سوى خسارة الجماعة لرصيدها عند الشعب، ولأنه ولأول مرة فى التاريخ المصرى الحديث ينزل المصريون فى الشوارع بالملايين ليختاروا من يحكمهم، وينتهى الاختيار برئيس من خارج المؤسسة العسكرية مهندس ودكتور جامعى.
وتابع غنيم الثورة تنتصر، لأنه منذ الدقائق الأولى لإعلان النتيجة أخذ الكثير من الشباب يتناقل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وعود د. محمد مرسى التى وعد أن ينفذها فى المائة يوم الأولى من انتخابه لمساندته فى تحقيق هذه الوعود ومحاسبته فى حالة إخفاقه.
واستطرد غنيم الثورة ليست ميدانا ولا اعتصاما ولا مظاهرة، وليست 18 يوما أو أسبوعا أو شهرا. الثورة هى التغيير ليس تغيير الأنظمة ولا الحكومات ولكن تغيير الشعوب، ومن يلاحظ ما يحدث اليوم يعلم أن الشعب المصرى يتغير. وأن مساحة الوعى تزداد بالرغم من كل التحديات التى تواجهنا. وأن دور كل منا أن يساهم فى تعليم وتثقيف نفسه قبل الآخرين وأن يتخلق بأخلاق الثورة التى يجب أن تستمر.
وأكد غنيم على أن الشعب لن يكرر خطأ 11 فبراير فيعتبر اليوم نهاية المطاف، وسيعمل جاهدا على تحقيق أهداف الثورة، وأولها أن يعمل الرئيس المنتخب بكل صلاحياته، وأن يسلم المجلس العسكرى السلطة كما وعد بنهاية شهر يونيو الحالى، ومضيفا : وأن يبدأ د. محمد مرسى فى إحداث توافق فى الشارع المصرى وأن يتجنب السلبيات التى وقعنا فيها فى الفترات الماضية من استقطاب ومعارك أيدولوجية بعيدة كل البعد عن اهتمامات المواطن الذى لا يبحث إلا عن حياة كريمة وحريّة هى حق من حقوقه وعدالة اجتماعية له ولأبنائه.